خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٢٥٦
تتمة قد حقق الشارح المحقق هنا أن الألف والهاء في يا هناه زائدتان بدليل أنهما تلحقان فروعه من التثنية والجمع والتأنيث كما نقله عن الأخفش فيكون من المحذوف اللام ووزنه فعاه.
وقصد بهذا البيان الوافي الرد على ابن جني في زعمه أن الهاء لام الكلمة وأن وزنها فعال وشدد في زعمه وخطأ من عدها للسكت.
فرد عليه الشارح بأنها قد لحقت مع الألف آخر المثنى والمجموع على حده وآخر المؤنث. ولو كانت لاما لما جاز تأخيرها. وأجاب على تحريك الهاء.
وهذه عبارة ابن جني في سر الصناعة في إبدال الهاء من الواو قال: أبدلوها من حرف واحد وهو قول امرئ القيس: المتقارب * وقد رابني قولها يا هنا * ه ويحك ألحقت شرا بشر * فالهاء الأخيرة في هناه بدل من الواو في: هنوك وهنوات وكان أصله هناو فأبدلت الواو هاء قالوا: هناه. هكذا قال أصحابنا.
ولو قال قائل: إن الهاء إنما هي بدل من الألف المنقلبة عن الواو الواقعة بعد ألف هناه إذ أصله هناو ثم صارت هنا بألفين كما أن أصل عطاء عطاو ثم صار بعد القلب عطاا فلما صار هناا التقت ألفان كره اجتماع الساكنين فقلبت الألف الأخيرة هاء فقالوا: هناه كما أبدل الجميع من ألف عطاا الثانية همزة لئلا يجتمع
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»