* فاختر لنفسك غيري إنني رجل * مثل المعيد فاسمع بي ولا ترني * فخجل الرجل وانصرف عنه. وكانت ولادته سنة ست وأربعين وأربعمائة وتوفي في سنة ست عشرة وخمسمائة بالبصرة. والحريري نسبته إلى الحرير وعمله أو بيعه. وكان يزعم أنه من ربيعة الفرس وكان مولعا بنتف لحيته عند الفكرة وكان يسكن في مشان البصرة بفتح الميم والشين المعجمة وهي بليدة فوق البصرة كثيرة النخل موصوفة بشدة الوخم وكان أصله منها يقال: إنه كان له بها ثمانية عشر ألف نخلة وإنه كان من ذوي اليسار. ولما اشتهرت المقامات استدعاه من البصرة إلى بغداد وزير المسترشد جلال الدين عميد الدولة أبو الحسن بن صدقة وسأله عن صناعته فقال: أنا رجل منشئ. فاقترح عليه إنشاء رسالة في واقعة عينها فانفرد في ناحية من الديوان ومكث زمانا طويلا فلم يفتح الله عليه بشيء فقام وهو خجلان. عمل هذين البيتين في أبو محمد المعروف بابن حكينا الشاعر البغدادي:
* شيخ لنا من ربيعة الفرس * ينتف عثنونه من الهوس * * أنطقه الله بالمشان كما * رماه وسط الديوان بالخرس * وأما سعد الوراق فهو أبو المعالي سعد بن علي بن القاسم الأنصاري الخزرجي الوراق الحظيري البغدادي المعروف بدلال الكتب. كان له نظم جيد وألف مجاميع منها كتاب زينة الدهر وعصرة أهل العصر وهو ذيل على دمية القصر للباخرزي.