خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٤١٨
للمفجع والحيل في الفقه وغيره. فاعرف ذلك. والحريري هو أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري صاحب المقامات. كان أحد أئمة عصره ورزق السعادة والحظوة التامة في عمل المقامات واشتملت على شيء كثير من كلام العرب من لغاتها وأمثالها ورموز أسرار كلامها. ومن عرفها حق معرفتها استدل بها على فضله وكثرة اطلاعه وغزارة مادته. روي أن الزمخشري لما وقف عليها استحسنها وكتب على ظهر نسخة منها:
* أقسم بالله وآياته * ومشعر الحج وميقاته) * (أن الحريري حري بأن * نكتب بالتبر مقاماته * ثم صنع الزمخشري المقامات المنسوبة إليه وهي قليلة بالنسبة إليها وشرحها أيضا وصنع في إثرها نوابغ الكلم. وقد اعتنى بشرح المقامات أفاضل العلماء شروحا متنوعة تفوت الحصر والعد. وله أيضا درة الغواص وله أيضا شروح كثيرة قد اجتمع منها عندي خمسة شروح. وله أيضا ملحة الإعراب في النحو وشرحها أيضا. وهو عند العلماء يعد ضعيفا في النحو. وله ديوان رسائل وشعر كثير. وله قصائد استعمل فيها التجنيس كثيرا. ويحكى أنه كان دميما قبيح المنظر فجاءه شخص غريب ليأخذ عنه فلما رآه استزرى شكله ففهم الحريري ذلك منه فلما التمس منه أن يملي عليه قال له: اكتب:
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»