خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٢٣٤
وزعم ابن هشام في شرح الألفية وفي الجامع الصغير وغيرهما أن لحاقها لاسم الفعل واجب. وحينئذ يرد عليه ما استشكله الدماميني في شرح المغني قال: هذا مشكل لأنها حيث تكون اسم فعل بمعنى يكفي فالنون واجبة لا نادرة. نعم إذا كانت بمعنى حسب جاز الأمران إلا أن ترك النون أعرف من إثباتها فندور: بجلني بالنون إنما هو إذا كانت بمعنى حسب لا بمعنى يكفي. هذا كلامه.
وتابعه عليه الشمني وناقشه بشيء لا طائل تحته. وقد لفق بين كلاميهما ابن الملا على عادته ولم يأت بشيء. وقول الشارح المحقق: إلا أن الضمير قد يحذف من بجل بخلاف قد و قط يعني قد تستعمل مجردة من إلحاق ضمير المتكلم أو المخاطب كما في البيت فإن بجل الثانية تأكيد للأولى ألا بجلي من الشراب ألا بجل وكذلك قول بعض أهل البصرة في يوم الجمل: ردوا علينا شيخنا ثم بجل يريد: ثم بجلكم أي: كفوا وانتهوا. وزعم العيني أن بجل الثانية حرف بمعنى نعم ومع هذا فهي تأكيد لبجل الأولى. وفيه أن الحرف لا يؤكد الاسم لتغايرهما بالنوعية. وقول الشاعر: ومتى أهلك إلخ متى: جازمة. وأهلك شرط ولهذا جزم. وجملة: لا أحفله في محل جزم جواب) الشرط. وهلك الشيء من باب ضرب وكذلك حفل من باب ضرب.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»