خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٨
إليه. وهذا من قبيل الاستعارة التهكمية. قال صاحب الصحاح: المأثور: السيف الذي يقال: إنه من عمل الجن.
قال الأصمعي: وليس من الأثر الذي هو الفرند. والبيض: السيوف أي: البيض المأثورة.
ونجعت الماء والدم بالجيم إذا سيلته فالعروق مفعول بتقدير مضاف أي: دم العروق. الأزاني فاعل.
قال صاحب الصحاح: ذو يزن ملك من ملوك حمير تنسب إليه الرماح اليزنية يقال: رمح يزني وأزني ويزأني وأزأني. والمثقف: المعدل. والتثقيف: التعديل.
وقوله: قبلها أي: قبل المأثورة البيض. يقول: طاعناهم بالرماح قبل أن جالدناهم بالسيوف.
وفي هذه القصيدة شاهد آخر يأتي شرحه إن شاء الله تعالى في باب العطف.
الشاهد الأربعون بعد الثلاثمائة الوافر * كأن حمولهم لما استقلت * ثلاثة أكلب متطاردان * على أن بعضهم أجاز وصف البعض دون بعض محتجا بهذا البيت.
لم أر هذا البيت إلا في كتاب المعاياة للأخفش وهو على طريقة أبيات المعاني. ونصه: قال بعضهم: إن هذا شعر وضع على الخطأ ليعلم الذي يسأل عنه كيف فهم من يسأله.
وقال بعضهم: لا ولكنه وصف اثنين منها وأخبر عنهما بتطارد وأجاز مررت برجلين صالح وصف أحد الرجلين وكف عن الآخر ومررت بثلاثة رجال صالحين. ولا يقول هذا كل أحد.
وقد يحتمله القياس. انتهى كلامه.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»