خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٣٩
ويجوز أن يقرأ متطاردان باسم الفاعل وأن يقرأ يتطاردان بالمضارع. وعلى كل منهما هو وصف ثلاثة لكن بإلغاء واحد منها. ويشبه هذا قول جرير: البسيط * صارت حنيفة أثلاثا فثلثهم * من العبيد وثلث من مواليها * قال ابن السيد في شرح كامل المبرد: هذا مما عيب عليه لأنه لم يذكر الثالث.
قال الآمدي: لما قال جرير هذا البيت قيل لرجل من بني حنيفة: من أي الأثلاث أنت قال: وأراد جرير بالثلث المتروك أشرافهم وترك الثالث عمدا لأنه في مقام الذم لا يثبت لهم أشرافا صراحة. والحمول بضم الحاء المهملة والميم هي الإبل التي عليها الهوادج كذا في العباب.
واستقلت: ارتفعت. واستقل القوم: ارتحلوا ومضوا. والتطارد والمطاردة أن يحمل بعضهم على بعض في الحرب. وأكلب: جمع كلب جمع قلة.
وفي هذا البيت مبالغة من الهجو فإن الإبل التي يعدونها عندهم كثيرة عدتها ثلاثة لا غير وإنها صغيرة في الجثة جدا حتى إنها مع ما عليها في مقدار جرم الكلاب وإنها ليس عليها ما يثقلها من الأثاث والمتاع ولذلك تطاردت لخفة ما عليها وإن بعضها هزيل جدا لا يقدر على الطراد.
هذا ما سنح لي والله أعلم.
وأنشد بعده: المتقارب
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»