وقبلها بيتان في وصف اليوم وهما:) * ويوم من الشعري كأن ظباءه * كواعب مقصور عليها ستورها * * نصبت له وجهي وكلفت حميه * أفانين حرجوج بطيء فتورها * أي: رب يوم من أيام طلوع الشعري وهو الكوكب الذي يطلع بعد الجوزاء وطلوعه في شدة الحر. والكواعب: جمع كاعب وهي الجارية التي يبدو ثديها للنهود. وقصرت الستر: أرخيته.
شبه الظباء الكانسة من شدة الحر بعذارى أرخي عليهن الستر لئلا يراهن أحد.
ونصبت له أي: لذلك اليوم. ونصب الشيء: أقامه وهو جواب رب. وكلف يتعدى لمفعولين أولهما حميه أي: حمي ذلك اليوم وهو مصدر حميت الشمس والنار مثلا إذا اشتد حرهما.
وثانيهما أفانين وهو جمع أفنون بالضم وهو الجري المختلط من جري الفرس والناقة. كذا في القاموس.
والحرجوج بضم الحاء المهملة وجيمين أولهما مضمومة وهي الناقة السمينة وقيل الشديدة وقيل الضامرة الوقادة القلب. وبطيء بالجر صفة سببية لحرجوج وفتورها فاعل بطيء والضمير لحرجوج. والفتور: مصدر فتر من باب دخل إذا ضعف وتعب.
وهذه الأبيات لمضرس بن ربعي وهو بكسر الراء وسكون الموحدة الأسدي. وهو شاعر جاهلي وهو بضم الميم وكسر الراء المشددة في اللغة الأسد الذي يمضغ لحم فريسته ولا يبتلعه.
وقد ضرس فريسته تضريسا إذا فعل بها ذلك.
وقال أبو عمرو: المضرس الذي قد جرب الأمور وقيل: مشتق من الضرس أي: قد نبت له ضرس الحلم.
وهذا نسبه من المؤتلف والمختلف للآمدي: مضرس بن ربعي بكسر