خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ١٩١
ومثله: ما للجمال مشيها وئيدا فخفض الجمال والمشي على التكرير. فلو قرأ قارئ: وجوههم مسودة على هذا لكان صوابا.
انتهى.
وقوله: ذريني خطاب لامرأته أي: اتركيني ودعيني. وجملة: إن حكمك الخ مستأنفة للتعليل.
وروى سيبويه: إن أمرك وهو بمعناه. وجملة: ما ألفيتني الخ معطوفة على الجملة المستأنفة.
وروى العيني: ولا ألفيتني. وألفى بمعنى وجد من أخوات ظن تنصب مفعولين والتاء المكسورة فاعلها والنون نون الوقاية والياء مفعول وحلمي بدل من الياء. وتساهل النحاس في شرح أبيات سيبويه وتبعه ابن السيد في أبيات المعاني فقالا: حلمي بدل من النون والياء.
ومن العجائب قول العيني: حلمي بدل من النون وكأنه أراد أن يتبع النحاس فيسقط من قلمه أو من قلم الناسخ عطف الياء على النون. والحلم بالكسر: العقل.
يقول لها: ذريني من عذلك فإني لا أطيع أمرك ولا وجدتني سفيها مضيع الحلم وعقلي يأمرني بإتلاف مالي في اكتساب الحمد. ومضاعا مفعول ثاني لألفى وهو اسم مفعول من الإضاعة ولا يصح أن يكون كما زعم بعضهم.
ونقل العيني عن تذكرة أبي حيان بأنه يجوز حلمي مضاع بالرفع على الابتداء والخبر والجملة مفعول ثان. وفيه أن هذا البيت من قصيدة قوافيها منصوبة.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»