خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ١٨٨
وقال ثعلب في أماليه: يقال: وعدته خيرا وشرا وإذا لم يذكر الخير ولا الشر قيل في معنى الخير وعدته وفي الشر وعدته وفي بعض اللغات أوعدته بالشر. وأنشد هذا البيت.
وفيه مخالفة للفراء فيما إذا لم يذكر الموعود به فإنه إذا أريد المكروه زيدت الألف.
وثعلب ساوى بين ما إذا أريد الخبر أو المكروه في أنه يقال بلا ألف. قال في الفصيح: وعدت قال الإمام المرزوقي في شرح الفصيح: وعدته خيرا وشرا. فإن أطلقت ولم تقيد قلت في الخير وعدت وعدا وعدة وموعدا وموعدة. والميعاد: الوقت والموضع. وفي الشر أوعدته إيعادا ووعيدا. هذا هو الصحيح.
وقوله: فإذا لم تذكر الشر قلت أوعدته بكذا قال أبو إسحاق الزجاج: قلت لثعلب: قولك بكذا ينقص ما أصلته لأن وعد بإطلاقه ضمان في الخير وأوعد ضمان في الشر ولا حاجة إلى بكذا.
قال أبو علي: ويمكن أن يقال في جوابه بكذا إشارة إلى نوع مما يتوعد به وإذا كان القصد إلى التنويع احتيج إليه ألا ترى قوله: أوعدني بالسجن والأداهم وقول الآخر: أتوعدني بقومك يا ابن سعدى والمنكر أن يقال: أوعدني بالشر. فاعلمه. انتهى.
وهذا الشعر بيتان من الرجز المسدس. قال ابن السيد: لا أعلم قائله. وقال ياقوت في حاشية الصحاح وتبعه العيني: قائله العديل بن الفرخ وهو شاعر إسلامي في الدولة المروانية وهو بضم
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»