خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ١٩٦
ومنه قول الآخر على وجه: الوافر * تسائل بابن أحمر من رآه * أعارت عينه أم لم تعارا * فما استفهم عن الواحدة عطف بالاثنتين في قوله: أم لم تعارا. وقيل: معين مصدر كممزق وإذا أخبر بالمصدر كان موحدا.
هذا وسيبويه إنما أورد البيت للبدل ولم يذكر ما اعتبره الشارح المحقق. وهذه عبارته: وإن شئت قلت: ضرب عبد الله ظهره ومطر قومك سهلهم على قولك: رأيت القوم أكثرهم) ورأيت عمرا شخصه كما قال: وكأنه لهق السراة.............. البيت انتهى.
ويجوز أن يكون هذا من قبيل بدل البعض. وما ذكره الشارح المحقق هو كلام أبي علي في إيضاح الشعر قال في موضع آخر منه: قد جاء الحمل على المبدل منه. قال: وكأنه لهق السراة.............. البيت فجعل الخبر فيه عن المبدل منه دون البدل.
وقوله: وكأنه لهق الخ رواه سيبويه فكأنه بالفاء. قال الأعلم: وصف الشاعر ثورا وحشيا سبه به بعيره في حدته ونشاطه فيقول: كأنه ثور لهق السراة أي: أبيض أعلى الظهر أسفع الخدين كأنما عين بسواد. وكذلك بقر الوحش بيض كلها إلا سفعة في خدودها ومغابنها وأكارعها.
انتهى.
وقال ابن خلف: اللهق: البياض. والسراة: أعلى الشيء. وثور الوحش يوصف بأنه لهق السراة. وقيل: إنه يصف جملا وسيره وسرعته وشبهه بثور وحش
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»