وقال أبو علي في إيضاح الشعر قوله حاجبيه بدل من الضمير وما لا تكون إلا زائدة وقد روعي الضمير المبدل منه في اللفظ بجعل معين مفردا ول روعي الذي هو حاجبيه لقيل معينان بالتثنية.
وقد يقال: إن الحاجبين لما لزم أحدهما الآخر صار الإخبار عنهما كالإخبار عن الشيء الواحد وكذا حال ما هو مثنى في البدن يجوز إفراد خبره وصفته على المعنى وتثنيته على اللفظ كقوله: الهزج * لمن زحلوقة زل * لها العينان تنهل * فأخبر عن العينين بما يكون خبرا عن الواحد. وعليه قول المتنبي: الطويل * حشاي على جمر ذكي من الهوى * وعيناي في روض من الحسن ترتع * وقال آخر: الكامل وكأن بالعينين حب قرنفل أو سنبلا كحلت به فانهلت وكان الظاهر أن يقول: كحلتا فأفرد لأنهما لا يفترقان. ويجوز عكس هذا فيخبر عن الواحد منهما بالتثنية كقوله: المتقارب * وعين لها حدرة بدرة * وشقت مآقيهما من آخر *