وهذان البيتان أوردهما سيبويه على رفع الجسم والأحلام على إضمار مبتدأ لما أراد من تفسير أحوالهم دون القصد إلى الذم.
والتقدير أجسامهم أجسام البغال وأحلامهم أحلام العصافير: عظما وحقارة. ويجوز أن يريد لا أحلام لهم كما أن العصفور لا حلم له ولو قصد به الذم فنصبه بإضمار فعل لجاز.
قال ابن خلف: ذكر سيبويه هذا الشعر بعد أبيات أنشدها وذكر فيها أسماء قد نصبت على وقوله: ولم يرد أن يجعله شتما يريد أنه لم يجعله شتما من طريق اللفظ إنما هو شتم من طريق المعنى وهو أغلظ من كثير من الشتم. وأفرد الجسم وهو يريد الجمع ضرورة كقوله: الرجز في حلقكم عظم وقد شجينا وقوله: كأنهم قصب الخ هو جمع قصبة و الجوف جمع أجوف كما مر. و مكاسره مبتدأ جمع مكسر أي: محل الكسر و مثقب خبره و الأرواح: جمع ريح. و التخاجؤ بعد المثناة الفوقية خاء معجمة وبعدها جيم بعدها همزة هو مشي فيه تبختر. و المشية السجح) بضم السين المهملة والجيم بعدها حاء مهملة: السهلة الحسنة. و أولو عصب: أصحاب شدة خلق يقال: رجل معصوب الخلق أي: مدمجه. والتذكير: كونهم على خلقة الذكور. و النوك بضم النون: الحماقة. و البور: جمع بائر وهو الهالك. و الحماس بكسر الحاء المهملة بعدها ميم فرقة من بني الحارث بن كعب. و النسي:
المنسي الخامل الذكر.