والثاني: إخبار العرب عن المستعمل ذلك الاستعمال بمثل كقول الشاعر: الطويل * تبكي على زيد ولا زيد مثله * بريء من الحمى سليم الجوانح * أقول: لا يضر هذا الالتزام فإنه وارد على أحد الجائزين فإن أل للمح الأصل والغالب عدم ذكرها مع أنها علامة لفظية للتعريف. وتعريف العلمية وإن كان أقوى منها إلا أنه معنوي فلو وجدت مع لا لكان القبح ظاهرا.
ثم رأيت في تذكرة أبي حيان ما نصه: قال الفراء من قال قضية ولا أبا حسن لها لا يقول ولا أبا الحسن لها بالألف واللام لأنها تمحض التعريف في ذا المعنى وتبطل مذهب التنكير. وقال: إنما أجزنا لا عبد الله لك بالنصب لأنه حرف مستعمل يقال لكل أحد عبد الله ولا نجيز لا عبد الرحمن ولا عبد الرحيم لأن استعمال لم يلزم هذين كلزومه الأول. وكان الكسائي يقيس عبد الرحمن وعبد العزيز على عبد الله وما لذلك صحة اه.
وأما جعله بتأويل اسم الجنس فقد قال سيبويه: وقالوا قضية ولا أبا حسن لها قال الخليل: نجعله نكرة. فقلت: كيف يكون هذا وإنما أرادوا عليا عليه السلام فقال: لأنه لا يجوز لك أن تعمل لا إلا في نكرة فإذا جعلت أبا حسن نكرة حسن لك أن تعمل لا وعلم المخاطب أنه قد دخل في هؤلاء المنكورين. و هيثم اسم رجل كان حسن الحداء للإبل وقيل كان جيد الرعية والسياق يدل للأول كما) يظهر. وكذلك قال بعض شراح أبيات المفصل: المراد هيثم بن الأشتر وكان مشهورا بين العرب بحسن الصوت في حدائه الإبل وكان أعرف أهل زمانه بالبيداء والفلوات وسوق الإبل. و للمطي خبر لا وهو ظرف مستقر عامل في الليلة وبعده: ولا فتى مثل ابن خبيري