خزانة الأدب - البغدادي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٠
وأضحكك منه. فقال له عبد الملك: فكيف الصواب فقال: هذا البيت يقوله الشماخ بن ضرار في صفة البقر الوحشية التي جزأت بالرطب عن الماء فقال: صدقت وأمر له بجائزة ثم وأنشد بعده وهو 3 (الشاهد التاسع بعد الثلاثمائة)) الطويل * فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنه * سيرضيكما منها سنام وغاربه * على أن الفراء يجيز إضافة الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظان كما في البيت فإن النجاء والجلد مترادفان وقد تضايقا.
وهو معنى قول المرادي في شرح الألفية: نجا الجلد من إضافة المؤكد إلى الكؤكد قال صاحب الصحاح: النجا مقصور من قولك: نجوت جلد البعير عنه وأنجيته إذا سلخته.
قال الشاعر يخاطب ضيفين طرقاة:
* فقلت انجوا عنها نجا الجلد * إنه......... البيت * قال الفراء: أضاف النجا إلى الجلد لأن العرب تضيف الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظان كقولك: عين اليقين ولدار الآخرة. والجلد نجا مقصور أيضا. انتهى.
وقال القالي في المقصور والممدود: والنجا ما سلخته عن الشاة والبعير يكتب بالألف لأنه من نجا ينجو. وأنشد هذا البيت عن الفراء عن أبي الجراح. فيكون أصله نجو بالتحريك قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
قال الزجاجي في تفسيره عند قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم: معنى النجوى في الكلام ما تنفرد به الجماعة أو الاثنان سرا كان أو ظاهرا ومعنى نجوت الشيء في اللغة خلصته وألقيته يقال نجوت الجلد: إذا ألقيته عن البعير وغيره وأنشد هذا البيت.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»