خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٤١٦
نسيم الصبا أي: تضوعا مثل تضوع نسيم الصبا أي تضوعا مثل تضوع نسيم الصبا. انتهى.
وأورد صاحب تحرير التحبير هذا البيت في باب الاتساع وهو أن يأتي الشاعر ببيت يتسع فيه التأويل على قدر قوى الناظر فيه وبحسب ما تحتمله ألفاظه: فإن هذا البيت اتسع النقاد في تأويله: فمن قائل: تضوع المسك منهما تضوع نسيم الصبا وهذه هو الوجه عندي ومن والريا: الرائحة الطيبة لا غير. وجملة جاءت الخ بتقدير قد حال من الصبا. ونسيم الصبا هبوبها بضعف. قال الدينوري في كتاب النبات: القرنفل أجود ما يؤتى به من بلاد الصين. وقد كثر مجيء الشعر بوصف طيبه.. وأنشد هذاالبيت ثم قال: وقالوا: قد أخطأ امرؤ القيس فإنه لا يقال تضوع المسك حتى كأنه ريا القرنفل إنما كان ينبغي أن يقول: تضوع القرنفل حتى كأنه ريا المسك. انتهى.
وقد تبعه الإمام الباقلاني في كتاب إعجاز القرآن قال: وفيه خلل لأنه بعد أن شبه عرفها بالمسك شبه ذلك بنسيم القرنفل. وذكر ذلك بعد المسك نقص. وكذلك قوله: إذا قامتا تضوع المسك منهما. ولو أراد أن يجود أفاد أن بهما طيبا على كل حال. فأما في حال القيام فقط فذلك تقصير. وقوله: نسيم الصبا في تقدير المنقطع عن المصراع الأول. انتهى.) والعيبان الأخيران ليسا كما زعمه فتأمل.
وقوله: ففاضت دموع العين الخ فاضت: سالت. والصبابة: رقة الشوق ونصبها على أنها مفعول له. والمحمل بكسر الأول: السير الذي يحمل به السيف قال شراح المعلقة: ومما يسأل عنه هنا أن يقال: كيف يبل
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»