قال بعضهم: يستلزم التنزيه التعجب من بعد ما نزه عنه من المنزه فكأنه قيل ماأبعده منه فقد يقصد به التنزيه أصلا والتعجب تبعا كما في سبحان الذي أسرى بعبده وقد يقصد به التعجب ويجعل تنزيهه تعالى ذريعة له فيسبح الله عند رؤية العجيب من صنائعه. ثم كثر حتى استعمل عند كل تعجب من شيء كما في: سبحانك هذا بهتان عظيم اه. والمعنى أعجب من علقمة إذ فاخر عامر بن الطفيل.
وهذا البيت من قصيدة لأعشى ميمون قبحه الله تعالى هجا بها علقمة بن علاثة الصحابي رضي الله عنه ومدح ابن عمه عامرا المذكور لعنه الله تعالى وغلبه عليه في الفخر.
وسبب هذه القصيدة أن علقمة بن علاثة الصحابي نافر ابن عمه عامر بن الطفيل عدو الله والمنافرة: المحاكمة في الحسب والشرف فهاب حكام العرب أن يحكموا بينهما بشيء كما تقدم في الشاهد السادس والعشرين ثم أن الأعشى مدح الأسود العنسي فأعطاه خمسمائة مثقال ذهبا وخمسمائة حللا وعنبرا فخرج فلما مر ببلاد بني عامر وهم قوم علقمة وعامر خافهم على ما معه فأتى علقمة بن علاثة فقال له: أجرني قال: قد أجرتك من الجن والإنس قال الأعشى: ومن الموت قال: لا.
فأتى عامر بن الطفيل فقال له: أجرني قال: قد أجرتك من الجن والإنس قال الأعشى: ومن الموت قال عامر: ومن الموت أيضا قال: وكيف تجيرني من الموت قال: إن مت في جواري بعثت إلى أهلك الدية قال: الآن علمت أنك قد أجرتني فحرضه عامر على تنفيره على علقمة فغلبه عليه بقصائد فلما سمع نذر ليقتلنه إن ظفر به فقال الأعشى هذه القصيدة.
ومطلعها: