خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٧
* وسوف أبليك إن أعلنت دعوتهم * من الجهاد بلا من ولا كدر * وأنشد بعده وهو الشاهد الخامس والثلاثون بعد المائتين وهو من شواهد سيبويه: سبحان من علقمة الفاخر هذا عجز وصدره: أقول لما جاءني فخره على أن ترك تنوين سبحان ليس لأنه غير منصرف للعلمية وزيادة الألف والنون بل لأجل بقائه على صورة المضاف لما غلب استعماله مضافا والأصل سبحان الله فحذف المضاف إليه للضرورة.
وهذا رد على سيبويه ومن تبعه في زعمه أن سبحان علم غبر منصرف. ويأتي إن شاء الله تعالى بقية الكلام عليه في باب العلم.
قال الراغب: قوله: سبحان من علقمة الفاخر تقديره: سبحان علقمة على التهكم فزاد فيه من ردا إلى أصله وقيل: أراد سبحان الله من أجل علقمة فحذف المضاف إليه اه.
أقول: والوجه الأول ضعيف لغة وصناعة: أما الأول فلأن العرب لا يستعملونه إلا مضافا إلى الله ولم يسمع إضافته إلى غيره وأما صناعة فلأن من لا تزاد في الواجب عند البصريين وسبحان في البيت للتعجب ومن داخلة على المتعجب منه والأصل فيه أن يسبح الله تعالى) عند رؤية العجيب من صنائعه ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»