* يجزيك أو يثني عليك وإن من * أثنى عليك بما فعلت كمن جزى * ومر ببلال بن رباح رضي الله عنه وهو يعذب برمضاء مكة فيقول: أحد أحد فوقف عليه فقال: أحد أحد والله يا بلال ونهاهم عنه فلم ينتهوا فقال: والله لئن قتلتموه لأتخذن قبره حنانا وقال:) الأبيات التي شرحناها وفيها بيت الشاهد.
وقد نسب هذه الأبيات إلى ورقة السهيلي أيضا وكذا الحافظ أبو الربيع الكلاعي في سيرته.
وقال السهيلي: قوله: حنانا أي: لأتخذن قبره منسكا ومترحما والحنان: الرحمة.
وقد وقع بيت الشاهد في كتاب س غير معزو إلى واحد واختلف شراح شواهده فأكثرهم قال: إنها لأمية بن أبي الصلت وقال بعضهم: إنها لزيد بن عمرو بن نفيل. والصواب ما قدمناه.
وحاصل ما ذكره البقاعي في شأن ورقة بن نوفل: أنه ممن وحد الله في الجاهلية فخالف قريشا وسائر العرب في عبادة الأوثان وسائر أنواع الإشراك وعرف بعقله الصحيح أنهم أخطؤوا دين أبيهم إبراهيم الخليل عليه السلام ووحد الله تعالى واجتهد في تطلب الحنيفية دين إبراهيم ليعرف أحب الوجوه إلى الله تعالى في العبادة.
فلم يكتف بما هداه إليه عقله بل ضرب في الأرض ليأخذ علمه عن أهل العلم بكتب الله المنزلة من عنده الضابطة للأديان فأداه سؤاله أهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم إلى أن اتبع الدين الذي أوجبه الله في ذلك الزمان وهو الناسخ لشريعة موسى عليه السلام: دين النصرانية ولم يتبعهم في التبديل بل في التوحيد وصار يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشر به موسى وعيسى عليهما السلام.