خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٨
فألحق الغلام بالهاديات.
وأراد بالهاديات أوائل الوحش ومتقدماتها يقال: أقبلت هوادي الخيل: إذا تقدمت أوائلها جمع هادية والهادي: أول كل شيء. وضمير دونه يعود على ما عاد عليه الهاء. وجواحرها أي: متأخراتها والهاء ضمير الهاديات وهو جمع جاحرة بتقديم الجيم على الحاء المهملة يقال: جحر فلان أي: تأخر. وجواحرها مبتدأ. ودونه الخبر تقدم عليه والجملة حال كما تقدم أي: ودون مكانه أو ودون غايته التي وصل إليها أو دون بمعنى عند وقيل: دون هنا بمعنى أقرب. ورده الزوزني بأنه إنما يكون دون بمعنى أقرب منه إذ أتي باسمين نحو هذا دون ذاك.
والصرة بفتح الصاد وتشديد الراء المهملتين يجوز أن يكون هنا إما بمعنى الضجة والصيحة وإما بمعنى الجماعة وإما بمعنى الشدة من كرب أو غيره وقيل الصرة هنا الغبار فقوله: في صرة في بعض الوجوه حال من الهاديات وفي بعضها حال من جواحرها كذا قال الزوزني. ويجوز أن يتعلق الجار في جواحرها. وجملة لم تزيل صفة صرة وأصله تتزيل بتاءين أي: لم تتفرق.
وصف بهذا البيت شدة عدو فرسه يقول: إن هذا الفرس لما لحق أوائل الوحش بقيت أواخرها لم تتفرق فهي خالصة له.
وهذا البيت من جملة أبيات في وصف الفرس من معلقة امرئ القيس المشهورة والأبيات هذه:
* وقد أغتدي والطير في وكناتها * بمنجرد قيد الأوابد هيكل * * مكر مفر مقبل مدبر معا * كجلمود صخر حطه السيل من عل *
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»