خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٢
وكون النصب على الظرف تجوز في الكلام والصواب على المفعولية.
وأما السيد فقد قال: النهار منصوب من نصفت الشيء: بلغت نصفه. والمراد طول مكثه تحت الماء. وفي الصحاح برفع النهار من نصف الشيء: بمعنى انتصف. فالجملة الحالية حينئذ خالية عن الضمير أيضا فاحتاج إلى أن قدر الواو محذوفة أي: والماء غامره أي: ساتره) انتهى.
فعلم من هذا أن من قال بوجود الضمير في هذه الجملة جعل صاحب الحال ضمير الغواص المستتر في نصف الناصب النهار. وان من قال بعدم الضمير جعل الجملة حالا من النهار المرفوع بنصف وقدر الواو للربط وأما الضمير الموجود فغير رابط لأنه ليس عائدا على صاحب الحال وهو النهار بل هو عائد على الغواص.
والعجب من كلام ابن الشجري في أماليه فإنه جعل الجملة حالا من النهار المرفوع وقال: الرابط الضمير وه ا لا يصح فإن الضمير ليس للنهار. وهذه عبارته: ولو حذفت الضمير من جملة الحال المبتدأ به واكتفيت بالواو جاز نحو: جاء زيد وعمرو حاضر. ولو حذفت الواو اكتفاء بالضمير فقلت: خرج أخوك يده على وجهه جاز كقوله: نصف النهار الماء غامره وأعجب منه قول ابن السيد في شرح شواهد أدب الكاتب في جعله الجملة حالا وصاحب الحال غير مذكور في هذا البيت بل هو في بيت قبل هذا بأبيات. وهذا كلامه: جملة الماء غامره حال وكذلك الجملة التي بعدها. وكان ينبغي أن يقول: والماء غامره فيأتي بواو الحال ولكنه اكتفى بالضمير منها. ولو لم يكن في الجملتين عائد إلى صاحب الحال لم يجز حذف الواو.
وأما صاحب هاتين الحالين فليس بمذكور في البيت ولكنه مذكور في البيت الذي قبله وهو:
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»