خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٢١
على أن ضمير صاحب الحال إذا كان في آخر الجملة الحالية فلا شك في ضعفه وقلته: فإن الماء مبتدأ وغامره خبرهن والجملة حالمن ضمير نصف العائد إلى الغائص والضمير الذي ربط جملة الحال بصاحبها في آخرها. وهذا على رواية نصب النهار على أنه مفعول به قال صاحب المصباح: نصفت الشيء نصفا من باب قتل: بلغت نصفه وأما على رواية رفعه فالجملة حال منه ولا رابط فتقدر الواو. وعليها كلام صاحب المغني قال: وقد تخلو الجملة الحالية من الواو والضمير فيقدر الضمير في نحو: مررت بالبر قفيز بدرهم أو الواو كقوله يصف غائصا لطلب اللؤلؤ انتصف النهار وهو غائص وصاحبه لا يدري ما حاله: نصف النهار الماء غامره فنصف على هذا أيضا من باب قتل قال صاحب المصباح: إن بلغ الشيء نصف نفسه ففيه لغات: نصف ينصف من باب قتل يقتل وأنصف بالألف وتنصف وانتصف النهار: بلغت الشمس وسط السماء وهو وقت الزوال.
وقد أثبت هاتين الروايتين العسكري في كتاب التصحيف والسيد الجرجاني في شرح المفتاح.
أما العسكري فه ا كلامه: قال الرياشي: الذي يروي نصف النهار بالرفع يريد معنى الواو أي: انتصف النهار والماء غامره وهو تحت الماء يعني الغواص وشريكه بالغيب أي: بحيث يغيب عنه ولا يدري ما حاله وإنما يغوص بحبل معه طرفه وطرفه الآخر مع صاحبه. قال الرياشي: الحال إذا لم يرجع إلى الأول منها شيء فهو قبيح في العربية. قال: وإذا صيرته ظرفا فهو جيد في العربية. وقال المازني: الجيد نصب النهار على الظرف انتهى.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»