خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢١٥
فجعل الزوزني قوله: كدأبك خبر مبتدأ محذوف. وهذا أقرب من الأولين. فعلم مما ذكرنا أن الدأب كناية إما عن البكاء وإما عن المعاناة والمشقة. والتمتع لا مساس له ها هنا فتأمل.
وترجمة امرئ القيس تقدمت في الشاهد التاسع والأربعين.
وانشد بعده وهو * ولقد نزلتفلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم * على أن معناه نزلت قريبة مني قرب المحب المكرم. وإنما عدي بمن لكون معنى بمنزلة فلان: قريبا قربه أو بعيدا بعده.
وهذا البيت من معلقة عنترة العبسي. قال أبو جعفر النحاس في شرحه وتبعه الخطيب التبريزي الباء في قوله: بمنزلة متعلقة بمصدر محذوف لأنه لما قال: نزلت دل على النزول.
وقوله: بمنزلة في موضع نصب أي: ولقد نزلت مني منزلة مثل منزلة المحب. وقال الزوزني: يقول: ولقد نزلت من قلبي منزلة من يحب ويكرم.) والتاء في نزلت مكسورة لأنه خطاب مع مجبوبته عبلة المذكورة في بيت قبل هذا. وقوله: فلا تظني غيره مفعول ظن الثاني محذوف اختصارا لا اقتصارا أي: فلا تظني غيره واقعا أو حقا أي: غير نزولك مني منزلة المحب.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»