وقوفا بها صحبي الخ متعلق بقوله: قفا نبك فكأنه قال: قفا وقوف صحبي بها على مطيهم أو قفا حال وقوف صحبي. وقوله: بها: متأخر في المعنى يريد: قفا نبك في حال وقف أصحابي مطيهم علي.
وقوله: وإن شفائي عبرة الخ العبرة: الدمعة. والمهراقة: المصبوبة وأصلها مراقة من الإراقة والهاء زائدة. ومعول: موضع عويل أي بكاءن أو بمعنى موضع ينال فيه حاجة: يقال: عولت على فلان أي: اعتمدت عليه.
قال الباقلاني في معجز القرآن عند الكلام على معايب هذه القصيدة: هذا البيت مختل من جهة انه جعل الدمع في اعتقاده شافيا كافيا فما حاجته بعد ذلك إلى طلب حيلة أخرى عند الرسوم ولو أراد أن يحسن الكلام لوجب أن يدل على أن الدمع لا يشفيه لشدة ما به من الحزن ثم يسائل هل عند الربع من حيلة أخرى وفي هذا مع قوله سابقا لم يعف رسمها تناقض الكلامان وليس في هذا اقتصار لأن معنى عفا ودرس واحد فإذا قال: لم يعف رسمها ثم قال: قد عفا فهو تناقض لا محالة. واعتذار أبي عبيدة أقرب لو صح ولكن لم يرد هذا القول مورد الاستدراك على ما قاله زهير فهو إلى الخلل أقرب. انتهى.)