خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢١٤
وقوله: كدأبك من أم الخ قال أبو جعفر النحاس في شرحه وتبعه الخطيب التبريزي: الكاف تتعلق بقوله: قفا نبك كأنه قال: قفا نبك كدأبك في البكاء فهي في موضع مصدر. والمعنى بكاء مثل عادتك. ويجوز أن تتعلق بقوله: وإن شفائي عبرة والتقدير: كعادتك في أن تشفى من أم الحويرث.
والباء في قوله: بمأسل متعلقة بدأبك كأنه قال: كعادتك بمأسل. وهو جبل. وزاد الخطيب: وأم الحويرث هي هر أم الحارث بن حصين بن ضمضم الكلبي وأم الرباب من كلب أيضا. يقول: لقيت من وقوفك على هذه الديار وتذكرك أهلها كما لقيت من أم الحويرث وجارتها. وقيل: المعنى: كأنك أصابك من التعب والنصب من هذه المرأة كما أصابك من هاتين المرأتين انتهى.
وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي: أم الحويرث التي كان يشبب بها في أشعاره هي أخت الحارث حصين بن ضمضم من كلب وهي امرأة حجر أبي امرئ القيس فلذلك كان أبوه طرده ونفاه وهم بقتله انتهى. وهذا هو الصواب.
وقال الزوزني: يقول عادتك في حب هذه كعادتك في تينك أي: قلة حظك من وصال هذه كمعاناتك الوجد بهما. وقوله: قبلها أي: قبل هذه التي شغفت بها الآن. والدأب: العادة وأصلهما متابعة العمل والجد في السعي انتهى كلامه.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»