خزانة الأدب - البغدادي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٨
* وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى * ولكن أحاظ قسمت وجدود * إذا المرء أعيته المروءة ناشئا * وكائن رأينا من غني مذمم * وصعلوك قوم مات وهو حميد * جملة وجاره فقير: من المبتدأ والخبر حال من الغني. ويقولوا جواب الشرط. وقوله: عاجز وجليد خبر مبتدأ محذوف أي: هذان عاجز وجليد والجملة مقول القول. والجليد: من الجلادة وهي الصلابة أراد القوة على السعي وتحصيل المال. وقوله: ولكن أحاظ قال الأعلم: جمع حظ على غير قياس ويقال: هو جمع أحظ وأحظ جمع حظ وأصله أحظظ فأبدل من إحدى الظاءين ياء كراهة التضعيف. ويجوز عندي أن يكون أحظ جمع حظوة وهي بمعنى الحظ وفعلها حظيت أحظى فلا شذوذ. انتهى.
والحظ: النصيب. والجدود: جمع جد بفتح الجيم وهو البخت. أي: أن الغنى والفقر مما قدره الله فهي حظوظ وجدود خلقوا لها على ما علم الله من مصالح عباده.
وقوله: أعيته أي: أتعبته متعدي عيي بالأمر إذا عجز عنه من باب تعب. والمروءة: آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات. يقال: مرؤ الإنسان فهو مريء مثل قرب فهو قريب أي: ذو مروءة.
قال الجوهري: وقد تشدد فيقال مروة. وروي: أعيته السيادة. وناشئا مهموز اللام في الصحاح: الناشئ: الحدث الذي جاوز حد الصغر والجارية ناشئ أيضا. وهو حال من مفعول أعيته. والمطلب: مصدر بمعنى الطلب. والكهل: الرجل الذي جاوز الثلاثين ورخطه الشيب) وقيل: من بلغ الأربعين والمرأة كهلة.
وكائن بمعنى كم للتكثير ومذمم أي: غير محمود كثيرا والتشديد
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»