خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٧٣
ظل شجرة وبيده قضيب من أراك ينكت به الأرض وهو يقول:
* يا ناعي الموت والأموات في جدث * عليهم من بقايا بزهم خرق * * دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم * فهم إذا انتبهوا من نومهم فرقوا * * حتى يعودوا لحال غير حالهم * خلقا جديدا كما من قبله خلقوا * * منهم عراة ومنهم في ثيابهم:
* منها الجديد ومنها المنهج الخلق * قال: فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي السلام وإذا أنا بعين خرارة في أرض خوارة ومسجد بين قبرين وأسدين عظيمين يلوذان به وإذا بأحدهما قد سبق الآخر إلى الماء فتبعه الآخر يطلب الماء. فضربه بالقضيب الذي في يده وقال: ارجع ثكلتك أمك حتى يشرب الذي ورد قبلك) فرجع ثم ورد بعده. فقلت له: ما هذان القبران قال: هذان قبرا أخوين كانا لي يعبدان الله عز وجل معي في هذا المكان لا يشركان بالله عز وجل شيئا فأدركهما الموت فقبرتهما وها أنا بين قبريهما حتى ألحق بهما ثم نظر إليهما وجعل يقول:
* خليلي هبا طالما قد رقدتما * أجدكما لا تقضيان كراكما * الأبيات السابقة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله قسا إني أرجو أن يبعثه الأمة: الشخص المنفرد بدين أي: يبعث واحدا يقوم مقام جماعة. والأجش: الغليظ الصوت.
وعسعس الليل: أدبر ويأتي بمعنى أقبل فهو ضد. والأحم: الأسود. والدجنة بضمتين وتشديد النون: الظلمة وكذلك البهمة وجمعها بهم. ولحن القول قال الأزهري: هو كالعنوان والعلامة تشير بها فيظن المخاطب لغرضك. والنجيب: الكريم من الإبل. والحاجب الأقمر: أراد أنه مفروق ما بين الحاجبين فيكون أبلج نيرا. والفنيق: الفحل المكرم من الإبل الذي لا يركب ولا يهان لكرامته. ويشقشق: يهدر بشقشقته. ولغب: تعب. والعين الخرارة: الغزيرة النبع من الخرير وهو صوت الماء. والأرض الخوارة: اللينة السهلة من خار يخور: إذا ضعف.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»