خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٦٨
) ومن شعره الذي قاله وهو في الشعب:
* ألا أبلغا عني على ذات بيننا * لؤيا وخصا من لؤي بني كعب * * ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب * * وأن عليه في العباد مودة * وخير فيمن خصه الله بالحب * وهي قصيدة جيدة على هذا الأسلوب.
وأنشد بعده وهو الشاهد الثاني والتسعون على أن جدكما ليس مصدرا مؤكدا لقوله: لا تقضيان بل هو إما منصوب بنزع الخافض وإما حال وإما مصدر حذف عامله وجوبا.
أما كونه ليس مؤكدا لمضمون الجملة بعده فلشيئين: الأول: أن قوله أجدكما لو جعل مؤكدا لمضمون ما بعده لكان مؤكدا لمضمون المفرد وهو الفعل فقط لا لمضمون الجملة كما بينه الشارح.
والثاني: أنه إنما يكون المصدر مؤكدا لغيره إذا أكد معنى القول الذي هو مضمون الجملة ولا يجوز أن يقدر أجدكما أقول لا تقضيان لفساد المعنى لأن القول من المتكلم وعدم القضاء من المخاطب.
وأما كونه منصوبا بنزع الخافض فلأنه في معنى حقا وهو على تقدير في وجدك وحقا متقاربان معنى فالأنسب تقاربهما في الإعراب أيضا.
وأما كونه حالا فمعناه: لا تقضيان كراكما جادين فعامل الحال الفعل الذي بعدها وصاحبها ضمير التثنية.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»