خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٣٧١
وبقيا عنده مدة قال المفضل بن سلمة: وكان لطرفة ابن عم عند عمرو بن هند واسمه عبد عمر و بن بشر بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة وكان طرفة عدوا لابن عمه عبد عمرو وكان سمينا بادنا فدخل على عمرو بن هند الحمام فلما تجرد قال له عمرو بن هند: لقد كان بن عمك طرفة رآك حين ما قال وكان طرفة هجا عبد عمرو فقال فيه من جملة أبيات: فلما أنشد الأبيات لعبد عمرو قال له عبد عمرو: ما قال لك شر مما قال لي ثم أنشده:) فليت لنا مكان الملك عمرو.. الأبيات المتقدمة فصدقه عمرو بن هند وقال له: ما أصدقك عليه مخافة أن تدركه الرحم وينذره فمكث غير كثير ثم دعا المتلمس وطرفة وقال: لعلكما قد اشتقتما إلى أهلكما وسركما أن تنصرفا قالا: نعم فكتب لهما إلى عامله على هجر أن يقتلهما. وأخبرهما أنه قد كتب لهما بحباء وأعطى كل واحد منهما شيئا فخرجا وكان المتلمس قد أسن فمرا بنهر الحيرة على غلمان يلعبون فقال المتلمس: هل لك أن ننظر في كتابينا فإن كان فيهما خير مضينا له وإن كان شرا ألقيناهما فأبى عليه طرفة. فأعطى المتلمس كتابه بعض الغلمان فقرأه عليه فإذا فيه السوء. فألقى كتابه في الماء وقال لطرفة: أطعني والق كتابك فأبى طرفة ومضى بكتابه إلى العامل فقتله. ومضى المتلمس حتى لحق بملوك بني جفنة بالشام ا. ه.
وروى يعقوب بن السكيت في شرح ديوانه القصة بأبسط من هذا قال: إن طرفة لما هجا عمرو بن هند بالأبيات المتقدمة لم يسمعها عمرو بن هند. حتى خرج يوما إلى الصيد فأمعن في الطلب فانقطع في نفر من أصحابه حتى أصاب طريدته فنزل وقال لأصحابه: اجمعوا حطبا وفيهم ابن عم طرفة فقال لهم: أوقدوا. فأوقدوا نارا وشوى. فبينما عمرو يأكل من شوائه وعبد عمرو يقدم إليه
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»