خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٣
الصحيفة في نهر الحيرة ثم خرج هاربا.
وقد كان المتلمس فيما يقال قال لطرفة حين قرأ كتابه: تعلم أن في صحيفتك لمثل الذي في صحيفتي فقال طرفة: إن كان اجترأ عليك فما كان ليجترأ علي ولا ليغرني ولا ليقدم علي فلما غلبه سار المتلمس إلى الشام وسار طرفة حتى قدم على عامل البحرين وهو بهجر.
فدفع إليه كتاب عمرو بن هند فقرأه فقال: هل تعلم ما أمرت به فيك قال: نعم أمرت أن تجزيني وتحسن إلي. فقال لطرفة: إن بيني وبينك لخؤولة أنا لها راع فاهرب من ليلتك هذه فإني قد أمرت بقتلك فأخرج قبل أن تصبح ويعلم بك الناس فقال له طرفة: اشتدت عليك جائرتي وأحببت أن أهرب وأجعل لعمرو بن هند علي سبيلا كأني أذنبت ذنبا والله لا أفعل ذلك أبدا فلما أصبح أمر بحبسه.
وجاءت بكر بن وائل فقالت: قدم طرفة فدعا به صاحب البحرين فقرأ عليهم كتاب الملك ثم أمر بطرفة وحبس وتكرم عن قتله وكتب إلى عمرو بن هند: أن ابعث إلى عملك فإني غير قاتل الرجل. فبعث إليه رجلا من بني تغلب يقال له عبد هند بن جرذ واستعمله على البحرين وكان رجلا شجاعا وأمره بقتل طرفة وقتل ربيعة بن الحارث العبدي فقدمهما عبد هند فقرأ عهده على أهل البحرين ولبث أياما. واجتمعت بكر بن وائل فهمت به وكان طرفة يحضضهم. وانتدب له رجل من عبد القيس ثم من الحواثر يقال له: أبو ريشة فقتله. فقبره اليوم معروف بهجر.) وزعموا أن الحواثر ودته إلى أبيه وقومه.
وقالت أخت طرفة تهجو عبد عمرو لما كان من إنشاده الشعر للملك:
* ألا ثكلتك أمك عبد عمر و * أبالخربات آخيت الملوكا *
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»