خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٦
مازن قاتل الجوع ابن الأزد لما خرج مزيقيا من اليمن كان معه رجل اسمه جذع بن سنان فنزلوا بلاد عك فقتل جذع ملك بلاد عك وافترقت الأزد والملك فيهم حينئذ ثعلبة بن عمرو بت عامر فانصرف عامله فحارب جرهم فأجلاهم عن مكة واستولوا عليها زمانا ثم أحدثوا الأحداث. وجاء قصي بن كلاب فجمع معدا وبذلك سمي مجمعا واستعان ملك الروم فأعانه وحارب الأزد فغلبهم واستولى على مكة. فلما رأت الأزد ضيق العيش بمكة ارتحلت وانخزعت خزاعة لولاية البيت وبذلك سميت فصار بعض الأزد إلى السواد فملكوا عليهم مالك بن فهم أبا جذيمة الأبرش وصار قوم إلى يثرب فهم الأوس والخزرج وصار قوم إلى عمان وصار قوم إلى الشام وفيهم جذع بن سنان وأتاه عامل الملك في خرج وجب عليه فدفع إليه سيفه رهنا فقال له الرومي: أدخله في حر أمك فغضب جذع وقنعه به فقتله فقيل: خذ من جذع ما أعطاك وصارت مثلا. ثم استولوا على الشام كما تقدم ذكره. والله أعلم.
تتمة روى المرزباني في الموشح عن الصولي بسنده: أن الوليد بن عبد الملك تشاجر مع أخيه مسلة في شعر امرئ القيس والنابغة الذبياني في وصف طول الليل أيهما أجود فرضيا بالشعبي فأحضر فأنشده الوليد: كليني لهم يا أميمة ناصب.. الأبيات الثلاثة.) وأنشد مسلمة قول امرئ القيس:
* وليل كموج البحر أرخى سدوله * علي بأنواع الهموم ليبتلي * السدول: الستور. و يبتلي: ينظر ما عندي من صبر أو جزع.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»