خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ٢٩
سار إلى المدينة وكتب إليها:
* كتبت إليك من بلدي * كتاب موله كمد * * كثيب واكف العين * ين بالحسرات منفرد) * (يؤرقه لهيب الشو * ق بين السحر والكبد * * فيمسك قلبه بيد * ويمسح عينه بيد * فلما قرأته بكت بكاء شديدا ثم تمثلت: الطويل * بنفسي من لا يستقل بنفسه * ومن هو إن لم يرحم الله ضائع * وكتبت إليه تقول:
* فقرطاسه قوهية ورباطه * بعقد من الياقوت صاف وجوهر * * وفي صدره: مني إليك تحية * لقد طال تهيامي بكم وتذكري * * وعنوانه: من مستهام فؤاده * إلى هائم صب من الحزن مسعر * روي أن الثريا وعدته ليلة أن تزوره فجاءت في الوقت الذي وعدته فيه فصادفت أخاه الحارث بن ربيعة قد طرقه وأقام عنده ووجه به في حاجة ونام مكانه وغطى وجهه بثوبه فلم يشعر إلا وقد ألقت نفسها عليه تقبله فانتبه وجعل يقول: اغربي عني فلست بالفاسق أخزاكما الله فانصرفت. ورجع عمر فأخبره الحارث بذلك فاغتنم على ما فاته منها وقال: والله لا تمسك النار أبدا وقد ألقت نفسها عليك فقال: عليك وعليها لعنة الله.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»