خزانة الأدب - البغدادي - ج ٢ - الصفحة ١٢٠
أن يقول هذا الشعر إلا من جرب فوقر ذلك في نفس النعمان. فبلغ النابغة فخافه فهرب إلى ملوك غسان ونزل بعمرو بن الحارث الأصغر فمدحه ومدح أخاه ولم يزل مقيما مع عمرو حتى مات وملك أخوه النعمان فصار معه إلى أن استعطف النعمان بن المنذر فعاد إليه.
ومما قاله في ملوك غسان ما أنشده ابن قتيبة في كتاب الشعراء عن الشعبي أنه قال: دخلت على عبد الملك وعنده رجل لا أعرفه فالتفت إليه عبد الملك فقال: من أشعر الناس قال: أنا فأظلم ما بيني وبينه فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين فتعجب عبد الملك من عجلتي فقال: هذا الأخطل قلت: أشعر منه الذي يقول:
* هذا غلام حسن وجهه * مستقبل الخير سريع التمام * * للحارث الأكبر والحارث * الأصغر والأعرج خير الأنام * * ثم لهند ولهند وقد * ينجع في الروضات ماء الغمام * * ستة آباء هم ما هم * هم خير من يشرب صفو المدام * فقال الأخطل: صدق يا أمير المؤمنين النابغة أشعر مني. فقال لي عبد الملك: ما تقول في النابغة قلت: قد فضله عمر بن الخطاب على الشعراء غير مرة خرج وبابه وفد غطفان فقال: أي شعرائكم الذي يقول:
* حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وليس وراء الله للمرء مطلب *
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»