أعيد مظهرا لم يتوهم أنه اسم لشيء آخر فلذلك كان الإظهار في هذا أمثل لأنه أشكل وقوله نغص الموت إلخ يريد نغض عيش ذي الغنى والفقير يعني أن خوف الغني من الموت ينغص عليه الالتذاذ بالغنى والسرور به وخوف الفقير من الموت ينغص عليه السعي في التماس الغنى لأنه لا يعلم أنه إذا وصل إليه الغنى هل يبقى حتى ينتفع به أو يقتطعه الموت عن الانتفاع وهذا البيت من قصيدة لعدي بن زيد وقيل لابنه سواده بن عدي والصحيح الأول وأولها * طال ليلي أراقب التنويرا * أرقب الليل بالصباح بصيرا * * شط وصل الذي تريدين مني * وصغير الأمور يجني الكبيرا * * إن للدهر صولة فاحذرنها * لا تبيتن قد أمنت الدهورا * * قد يبات الفتى صحيحا فيردى * ولقد بات آمنا مسرورا * * لا أرى الموت يسبق الموت شيء * نغص الموت ذا الغنى والفقيرا * * للمنايا مع الغدو رواح * كل يوم ترى لهن عقيرا * * كم ترى اليوم من صحيح تمنى * وغدا حشو ريطة مقبورا * * أين أين الفرار مما سيأتي * لا أرى طائرا نجا أن يطيرا * * فامش قصدا إذا مشيت وأبصر * إن للقصد منهجا وجسورا * * إن في القصد لابن آدم خيرا * وسبيلا على الضعيف يسيرا * و عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم قال صاحب الأغاني وكان أيوب هذا أول من سمي من العرب أيوب وكان عدي شاعرا فصيحا من شعراء الجاهلية وكان نصرانيا وكذلك أبوه وأمه
(٣٦٧)