خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
وأما غالب أبو الفرزدق فإنه كان يكنى أبا الأخطل واستجير بقبره بكاظمه فاحتملها عنه الفرزدق وفي نهج البلاغة وقال علي رضي الله عنه لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق في كلام دار بينهما ما فعلت إبلك الكثيرة قال ذعذعتها الحقوق يا أمير المؤمنين فقال رضي الله عنه ذاك أحمد سبيلها قوله ذعذعتها بذالين معجمتين وعينين مهملتين بمعنى فرقتها يقال ذعذعته فتذعذع وذعذعة السر إذاعته قال شارح نهج البلاغة ابن أبي الحديد دخل غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال المجاشعي على أمير المؤمنين رضي الله عنه أيام خلافته وغالب شيخ كبير ومعه أبنه همام الفرزدق وهو غلام يومئذ فقال له علي رضي الله عنه من الشيخ قال أنا غالب بن صعصعة قال ذو الإبل الكثيرة قال نعم قال ما فعلت إبلك قال ذعذعتها الحقوق وأذهبتها الحمالات والنوائب قال ذاك أحمد سبيلها من هذا الغلام معك قال هذا ابني قال ما اسمه قال همام وقد رويته الشعر يا أمير المؤمنين وكلام العرب ويوشك أن يكون شاعرا مجيدا فقال أقرئه القرآن فهو خير له فكان الفرزدق بعد يروي هذا الحديث ويقول ما زالت كلمته في نفسي حتى قيد نفسه بقيد وآلى ألا يفكه حتى يحفظ القرآن فما فكة حتى حفظه 1.
وقد روى عنه عليه السلام أحاديث وعن غيره من الصحابة وعاش حتى قارب المائة ومات بعلة الدبيلة رحمه الله تعالى قال النويري في تاريخه مات الفرزدق في سنة عشر ومائة وله إحدى وتسعون سنة ومات فيها جرير أيضا وقال السيد المرتضي قدس الله سره في أماليه الفرزدق مع تقدمه في الشعر وبلوغه فيه إلى الذروة العليا والغاية القصوى شريف الآباء كريم البيت
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»