والتكرار لأن المحمد الذي حمد مرة بعد مرة كما أن المكرم من أكرم مرة بعد مرة وكذلك المدح ونحو ذلك فاسم محمد مطابق لمعناه والله سبحانه سماه به قبل أن يسمى به علم من أعلام نبوته عليه السلام إذ كان اسمه صادقا عليه فهو محمود في الدنيا بما هدى إليه ونفع به من العلم والحكمة وهو محمود في الآخرة بالشفاعة فقد تكرر معنى الحمد ومحمود أيضا من أسمائه قال صاحب المواهب أعلم أن من أسماء الله تعالى الحميد ومعناه المحمود لأنه تعالى حمد نفسه وحمده عبادة وقد سمى الرسول بمحمود وكذا وقع اسمه في زبور داود وقال الشامي في سيرته ومن أسمائه المحمود وهو المستحق لأن يحمد لكثرة خصالة الحميدة قال حسان بن ثابت رضي الله عنه (الطويل) * فأصبح محمودا إلى الله راجعا * يبكيه حق المرسلات ويحمد * وهو من أسمائة تعالى قال حسان أيضا * وشق له من اسمه ليجله * 1. ه وعليه فهو اسم مشترك بين الله وبين نبيه ولم أر من صرح به غير الشامي وأما أحمد فهو اسمه عليه الصلاة والسلام الذي سمي به على لسان عيسى وموسى قال السهيلي هو منقول من الصفة التي معناها التفضيل فمعنى أحمد أحمد الحامدين لربه وكذلك هو في المعنى لأنه يفتح عليه في المقام المحمود محامد لم تفتح على أحد قبله فيحمد بها ربه ولذلك يعقد له لواء الحمد وقال السخاوي في سفر السعادة أحمد هو مأخوذ من الحمد كما أخذ من الحمرة أحمر ومن الصفرة أصفر وأحمد أبلغ من محمد كما أن أحمر وأصفر أبلغ من محمر ومصفر لأنه في أحمر وأصفر ألزم وليس أحمد بمنقول من الفعل المضارع ولا هو أفعل فتقول كأكرم ومن هذا الله أكبر
(٢٢٦)