من فقه الجنس في قنواته المذهبية - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٧
الحيرة والياس ما نحن فيه فهل يحسن السكوت عليه؟؟ فأين مسؤولية القلم الشريف والنوايا المخلصة وتلبية نداء الأعماق بضرورة الاسهام في خدمة المسلمين؟!! أم أنطلق وأنا أكاد أجزم - عبر تجارب طويلة - بعقم أو تعثر أمثال هذه المحاولات: ما دام كثير من المسلمين يفكرون باذانهم، ويعالجون بعواطفهم، ويصدرون عن غرائزهم دون محاولة ولو مرة لفهم الحقيقة والبحث عن الموضوعية بعيدا عن المؤثرات المورثة والسنن التقليدية. وأقدمت وأنا مقتنع بان كتابي ستكون بالنسبة للبعض كمن يحرث البحر، وللبعض الاخر الوقوف عند الترقي، وأتفائل بأنها عند البعض من طالبي الحقيقة - وإن قل - ستكون كقطرات الماء على الأرض الطيبة إن لم تكثف الخصب فستنب ولو قليلا أخضر يغير من وجه الأرض المغبر. ولقد قيل إن الطريق الطويل يبدأ بخطوة، لا سيما وعلى الطريق خطوات خيرة ما تزال توحي لنا باللحاق وسلوك الدرب، ولماذا الياس ومن عقيدتنا أن مجرد بذل نشاط في هذا المضمار هو دين يثيبنا الله تعالى على امتثاله ويندبنا إليه ويعيننا على تخطي صعابه. ولنا خير أسوة بالرواد الكرام من المسلمين الذين استهزئ بهم وأوذوا في الله حين وحدوا الله ونبذوا الأصنام والأوثان وكفروا بآلهة العصبية والهوى. إن الحقائق وطلبها طريق مثمر والله يهدي إلى دار السلام. ثم بعد ذلك أي مكسب وصل إليه الناس دون كد وعقبات: فان من سنن الله في الكون أن كل ثمرة حلوة لا تنال الا بمعاناة وجهد. وحسب كل زارع أن يعمل ما ينبغي له من مقدمات وليس عليه أن يضمن نتيجة البذر فتلك وظيفة غيره، فإذا أدى ما عليه فاته اللوم، ومن وراء ذلك كله نية حسنة ينتظر لها المسلم أن تكل برضوان الله تعالى.
وفي هذه النقاط المحدودة سأضع بين يدي القارئ مواد محدودة تكون بمثابة المؤشر إلى مضامين الكتاب وتلقي الضوء على بعض جوانبه التي نرى أن نقدم لها وسيكون استعراضها بشكل موجز يودي
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»