من فقه الجنس في قنواته المذهبية - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٦
ورأيت مسار الخلاف لا يعتمد على يعتمد على المنهج العلمي وإنما يتعدى ذلك إلى التهريج وينم عن ضمائم موروثة تقع خارج نطاق العلم وتدخل ضمن نطاق العواطف.
كما راعتني التراكمات التاريخية في كل ما له صلة بالعقيدة والاحكام الفقيهة التي تضخمت وتضخمت حتى وصلت إلى درجة لا يسع أي باحث أن يمر عليها دون الوقوف عليها وتفحص محتواها، وقد تأخذ كثيرا من جهده ويقف مشدوها لا يدري كيف يحاول الاسهام في إزالتها عن طريق المسلمين، خصوصا وهو يتبين أن مناشئها أغلبها مفتعله أو مبنية على سوء فهم، أو أحيانا على حسن ظن ليس في محلة بأقوال من سلف، وبتقليد لمن مضى دون فحص أو معاناة تتيح للباحث الوصول إلى الحقيقة خالية من الشوائب ومستكملة لشروط البحث العلمي.
ولقد يحز في نفس كل مسلم يحرص عرض الفكر الاسلامي نقيا لا ثغرات فيه، غنيا بما يحفل به من عطاء ولكنه يفاجأ بمعالجات إن أحسنا بها الظن فهي قصيرة النظر، والا فهي مشبوهة وغير مسؤولة تتجنى على الحقائق، وتلعب بالنصوص والامارات يمينا وشمالا من أجل أن تدعم رأيا تبنته وموقفا التزمته وإن كان على حساب العلم والحقيقة.
وسنقدم لك خلال صفحات هذا الكتيب نماذج قليلة من كثير أعرضنا عن إيراده لتعرف صحة ما ذكرنا من وجود فجائع في تاريخنا وحضارتنا كان المفروض أن نعمل على إبعادها وأن نذودها عن طريقنا ولكننا وبفعل عوامل الله وحاه، يعلم كنهها - وإن كشفت رائحتها أنها منتنة - أخذنا نضيف إليها جديدا ونعمق منها ونستولد منها ناشئة ملغمة إذا لم تتوافر النوايا الحسنة على تطويقها فيا للمصير المظلم.
ووقفت - كما أعتقد أن غيري يفعل ذلك - أتأمل في جو من
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»