يولده نظام الأسرة ويغلغله في الفرد من استجابات وحوافز متبادلة بين أفراد الأسرة وما يخلقه من تعاطف في التركيبة الأسرية المكونة من الزوجين وأولادهما وأقاربهما، بحيث تكون الأسرة نموذجا ممثلا للمجتمع يتفاعل داخله الوليد الجديد، ويشرب مواضعاته منذ بواكير أيامه عن طريق التفاعل، فتصاغ شخصية الطفل بنسبة كبيرة من هذه التركيبة وتتحكم بمزاجه بعد ذلك لا على درجة سلب الاختيار، ولكن على قدر كبير من تحديد معالم الشخصية كما هو مفصل في كل من علم النفس وعلم الاجتماع.
4 - من أهداف الزواج إيجاد الفواعل في النشاط الاقتصادي، وذلك لان معنى بناء وتكوين أسرة: الالتزام بايفاء متطلباتها كما هو معلوم في الفقه الاقتصادي الاسلامي من إناطة المسؤوليات المالية برب الأسرة في شروط تذكر في موضعها. وبالتالي لابد من نشاط ذهني في ابتكار أفضل السبل لتحقيق مستوى عال من العيش يندفع له الانسان بحكم ما فطر عليه من حب الذات لحفظها وصيانتها من التلف من ناحية، ومن ناحية أخرى للخروج من عهدة الالتزام التعاقدي الذي رسمته الشريعة على شكل أحكام يلزم بها الانسان أثناء التفاعل اقتصاديا في جو الأسرة.
5 - خلق روح التنافس في صنع الأجواء الجمالية في بعديها - المادي والمعنوي - الذي ينشأ من نزعة حب التفرد بالكمال عند الفرد ومنافسة الآخرين ليسبقهم في هذا الجمال، وذلك يدفع إلى صنع أسرة يحرص ربها على امتيازها عن غيرها بما يقدر عليه من أمور مادية ومعنوية، وبذلك استقطاب للنشاط ونزعة التنافس عند الافراد وتوجيهها إلى جانب سليم غير عدواني ومنتج في نفس الوقت وملطف من قسوة الحياة ومعوض عن أتعاب الكدح بما يهيئه من جزاء يبعث الاعتزاز في نفس رب الأسرة.