مسالة تمر بنا فلا ننظر إليها من زاوية واحدة على نظرية من أراد ان يتشهد فلما قال: لا إله قال له بعضهم لقد كفرت، فقال: أتنظر حتى أقول إلا الله.
وهذه السطور التي قدمت بها لموضوع (أهداف ملك اليمين) هي من أجل ما رأيت من حملات على الاسلام تريد أن تصوره بالجو البهيمي دون أن تعود إلى فهم أهدافه من كل شريعة يشترعها، ومسالة يوجبها أو يبيحها، ومنها مسألتنا هذه فهي لا تخلو من ثغرات يقتصر عليها من لا يريد أن ينظر إلى الوجه الآخر من المسألة والذي يتضمن من الايجابيات الكثيرة ما يهون معه أن يحتوي على سلبية بسيطة، وعلى العموم دعنا نتعرف على ما قد يتبادر إلى الدهن من أهداف هذا الحكم، وهو أمر لصيق بأفكارنا، أو قل إنه ذاتي وليس موضوعيا تتفق عليه الآراء، أو يتخذ منه المشرع علة يدور الحكم مدارها واليك الاهداف:
1 - الهدف الأول:
هو تحرير العبيد، ذلك المرض الذي ابتليت به الانسانية وما زالت مبتلية به منذ أن خلق الله القوة والضعف والقدرة والعجز، وتوزع الناس بينها، فالانسانية منذ فجرها الأول أكل فيها القوي، الضعيف، واستغل فيها القادر العاجز، وإذا كان الرق سابقا يأخذ شكل الملكية الفردية، فإنه الآن يأخذ شكلا جماعيا يتمثل في حيازة الأطر والوسائل التي يملك من ملكها من يدور في فلكها: كالاستعمار الذي يملك الطاقات بمختلف أشكالها، وكالتمييز العنصري، وكالأنظمة الاقتصادية التي تحميها القوة والحديد والنار، وتطحن في داخلها الشعوب وتسلبهم الإرادة والاختيار في صنع مصيرهم وهكذا. وليس للقوي فضيلة إلا أنه قوي، وليس للضعيف ذنب إلا أنه ضعيف.