5 - عمق الوعي الحركي:
اتسم شهيدنا بروح حركية عالية لا تفتر ولا تلين ابدا في كل الظروف ولهذا لم يكن يهدأ له بال دون عمل وخدمة متواصلة للمبدأ السامي رغم تعالي روح الحركية وسيطرتها على نفسه لم يكن ارتجاليا في أعماله بل كان دقيقا في التخطيط والتنفيذ، وقلما سلك طريقا أو قام بعمل قبل أن يحسب له الف حساب. ولهذا واصل عمله في العراق طيلة ست سنوات من المطاردة العنيفة، المتواصلة في كل مكان، ولكن لم يثبت على نفسه أي اثر ولم يعط أي مستمسك يطمع السلطة الغاشمة فيه. كان عالي الانضباط دقيق التحرك بين بغداد، والنجف، وديالى، والبصرة متنكرا، وحاملا هوية مزورة يعبر بها نقاط التفتيش.
وكان عميق الغور كتوما إلى حد كبير بحيث انني عشت معه فترة طويلة، ولم أستطع ان اقف على حقيقة انتمائه للدعوة المباركة، الا بعد أن عرفتها من بعض أصدقائه وزملائه.
ونتيجة لتفانيه وذوبانه في مبدئه الحركي كان يخرج في أيام المحنة من الصباح، ولا يرجع حتى منتصف الليل متنقلا من فرد إلى آخر يقضي حاجة هذا ويوجه ذاك وينقذ الثالث من ورطته.
6 - انشداده للثورة الاسلامية في إيران:
عندما انفجرت الثورة الاسلامية في إيران ملكت على شهيدنا كل أحاسيسه، ومشاعره، ووقته. لذا كنا نراه دائم التفكير فيها، ويتابع أحداثها ساعة بعد ساعة، ويرفد إخوانه بالموقف السياسي، والتحليل