النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢١
لمستقبله في الفقاهة والعلم، وفي نفس الوقت كان يتميز بروحه الشفافة النقية والصافية، وانقطاعه إلى الله تعالى، وتهجده، ودعائه، ومداومته على ذكر الله، ثم كان إلى جنب ذلك من خيرة الدعاة إلى الله تعالى في الساحة الاسلامية في العراق، في السراء والضراء لا يكل ولا يتعب ولا يعرف اليأس والخوف طريقا إلى قلبه، يتقد نشاطا وعملا، ويبعث في نفوس إخوانه الهمة، والنشاط، والأمل والحركة.. وقليل من الناس كذلك وذلك من فضل الله تعالى.
وإذا علمنا أن الشهيد السعيد الشيخ حسين معن قد استطاع ان يجتاز هذه الأشواط البعيدة في العمل ويحقق هذه المكاسب ويبلغ هذه القمم الرفيعة من العلم والعمل وهو بعد في سني الشباب لم يتجاوز العشرينات من عمره كان ادعى للاعجاب.
* * * ومن الحق ان نقول في هذا الشهيد السعيد وفي الدعوة المباركة التي التزمها، وامتزجت بدمه، وروحه، وعقله وأحاسيسه، فكانت جزءا لا يتجزأ من وجوده.. ان الدعوة الاسلامية هي التي فجرت هذه الكفاءات والمواهب والقدرات في نفس شهيدنا السعيد وانه مدين إلى الدعوة بالكثير من الكفاءات والقابليات والمنح..
ان الدعوة الاسلامية لا تبدع هذه الكفاءات، وانما يبدعها الله تعالى بفضله، ويودعها حيث يشاء في نفوس عباده، ولكن الدعوة الاسلامية، وساحات العمل والجهاد تكتشفان هذه المواهب، والكفاءات، وتفجرانها
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 27 28 ... » »»