فكان يكلف زملاءه، بتسجيل محاضرات الامام الشهيد الصدر والسيد الخوئي ليتابعها يوما بيوم فلما ضاق به الامر اضطر لأن يخرج من النجف الأشرف ليختفي في محافظات أخرى وبالرغم من هذا الحرج والمضايقة لم ينقطع عن العمل الرسالي فكان يلتقي بإخوانه في أماكن محددة ليتدارس معهم ظروف الدعوة فيوصلوا له الاخبار ويأخذوا منه التوجيهات والطروحات الرسالية..
اما الساعات التي ينفرد فيها وحده في المكتبة فقد كنت أرى منه: العجب العجاب في الجدية والتهام الكتب بمختلف أنواعها.. كنت أراقبه عن كثب فإذا انبلج النهار ثنى ركبتيه وانكب على المطالعة إلى وقت الظهر وهكذا بقية الليل والنهار لا يتوقف عن البحث والدرس وقد كنت أحصي الساعات التي يقضيها في القراءة والبحث حتى كانت تصل إلى (16) ساعة في الليل والنهار وربما بلغ في بعض الأحيان أكثر من ذلك وغالبا ما كنت أراه منكبا على الورقة والقلم حتى يطلع الفجر.. حتى إذا اعترضت عليه يوما لكثرة أتعابه قال:
(ان هدفنا أوسع وأكبر من أعمارنا ونحن يجب علينا في أوقات المطاردة واستحالة التحرك ان ننقطع إلى الدرس والبحث وإذا فسح لنا المجال للعمل فيجب ان ننطلق بكل ما أوتينا من قوة لإقامة الدولة الاسلامية..) وبناء على هذا الفهم الحركي نجده في فترة اختفائه وعلى وجه التحديد بعد اعدام كوكبة الدعوة الأولى سنة 1394 ه - 1395 ه أنتج عدة بحوث