النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٩٨
لا تخذل أعوانه، فهو معدن الايمان، وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره.. جعله الله ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء، وفجاجا لطرق الصلحاء ودواء ليس بعده داء، ونورا ليس معه ظلمة، وحبلا وثيقا عروته، ومعقلا منيعا ذروته، وعزا لمن تولاه، وسلما لمن دخله، وهدى لمن ائتم به وعذرا لمن انتحله) (12) 1) - الصفة الأولى للقرآن الكريم انه كتاب الله تعالى.. الذي أنزله على قلب رسوله الكريم.. وليس على وجه الدنيا كتاب لله.. صانه الله تعالى من يد الاثم والتحريف كهذا الكتاب. وليس على وجه الدنيا كتاب.. تطمئن إلى أنه سليم.. فكرة فكرة.. وكلمة .. وعبارة عبارة كهذا الكتاب.. وليس على وجه الدنيا كتاب تشعر وأنت تقرأ فيه بحنان الله وعطف الله وتكريم الله لهذا الانسان كهذا الكتاب.
2) - والصفة الثانية للقرآن الكريم.. انه كتاب الله النازل لهداية الناس، وتعبيدهم الطريق.. فهو ليس كتاب ملغز، نزل من اجل ان يحار فيه العلماء، وأهل التحقيق والتدقيق!! ولم ينزل لفئة خاصة، بحيث لا يفهمه الا من خوطب به، - انما هو كتاب الله للناس يستقي منه الانسان - أي انسان بمقدار ما يقربه روحيا من الله تعالى، ويتبع النهج السليم في البحث والتدبر والتفكير..
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»