النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٩٣
(يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه، أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) وكان الزاد فيها، ومادة العمل قيام الليل، وتلاوة القرآن. بالليل.. ان قيام الليل والناس نيام والانقطاع عن غبش الحياة اليومية، وسفاسفها والاتصال بالله وتلقي فيضه، ونوره، والانس بالوحدة معه والخلوة إليه، وترتيل القرآن، والكون ساكن كأنما يتنزل من الملأ الأعلى، وتتجاوب معه ارجاء الوجود في لحظة الترتيل بلا لفظ بشري، ولا عبارة، واستقبال اشعاعاته وايحاءاته، وايقاعاته في الليل الساجي.. ان هذا كله هو الزاد لاحتمال القول الثقيل والعبء الباهض، والجهد المرير الذي ينتظر الرسول، وينتظر من يدعو بهذه الدعوة في كل جيل، وينير القلب في الطريق الشاق الطويل..
ويعصمه من وسوسة الشيطان، ومن التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير. (4) وما كان من الرسول (ص)، وصحبه الا ان امتثلوا، فقاموا الليل كما أمرهم الله، نصفه، أو ثلثه، أو ثلثيه إلى سنة كاملة أو أكثر حتى تورمت اقدامهم، وانتفخت ثم خفف الله عنهم بعد انتهاء فترة الاعداد.. كما تقول بعض الروايات.
(2) - ذكر الله كثيرا لذكر الله معنيان:
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»