النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٩١
التي يراها الناس منك قابلة لان تكون موقفا اجتماعيا، وتوافقا مع البيئة، التي ننفتح لها، وتتخاطب معها.. فاكتب ما شئت ان تكتب للاسلام، وتحدث ما شئت ان تتحدث عن دين الله.. واسع لإخوتك.. كل هذا واجب، وكله مطلوب.. وكله فيه نحو من التثبت، والابقاء على خط الله.. ولكن ليس هذا مثل عبادة البشر.. مثل العيش وحيدا، بعيدا عن أعين الناس.. وحيدا الا من الله.. وغريبا الا مع الله.. تلتقي به، تتلقى منه وتتضرع إليه. هناك فقط، وأكثر من غيره يتجلى لك (الصدور) عن الله.. والجهاد في الله هي لحظات تحاسب موقفك بين يدي الله.. وتصفي حساباتك في اليوم السابق. وتؤكد له، ولنفسك انك فيه وبه وليس لك من قصد الا هو.. وهذا هو التثبيت، والتمحيص، وبناء الاخلاص، والصدور عن الله.
صراحة.. لا افهم من عبادات الاسلام شيئين الا للدعاة، الاعتكاف، وقيام الليل.. افهم الحج عبادة عامة يجتمع فيها المسلمون، ويؤدون شعائر الحج، ويستفيدون في الفكر والروح، وفي هذا يشترك الدعاة مع غيرهم من المسلمين وافهم الصلاة اليومية للمسلمين عموما، كما افهم الصوم.. وغيره. في هذا الإطار، ولكن كلما تلح على الذهن صلاة الليل.. والاعتكاف يقترن ذلك بذكر الدعاة.. وتشكل في نفسي إنطباعا انهما شرعا في الاسلام لهم، ولهم فقط وان كان لهما صورة تشريعية عامة تشملهم، وتشمل غيرهم.
الوحدة مع الله.. العزلة الموقتة، مراجعة الذات مع الله.. أحوج ما يحتاج إليها الداعية.. ليكون داعية لله.. ولله ومن الله.. ليحكي لربه
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»