النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٩٠
للصلاة وللعبادة من آثار. تحتوي على اثرين مهمين، سجلتهما الآية المباركة:
(ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا) فقيام الليل بما فيه من مجاهدة للنفس، وتحكم في الهوى، ومعاناة في سبيل الوقوف بين يدي الله.. باعتبار مواجهة اتعاب النهار، وسلطان النوم، والشعور بالوحدة في جوف الليل. وباعتبار ذلك يكون قيام الليل أشد وطئا، وأكبر اثرا على بناء الإرادة، والصبر، وبناء الجهاز الحاكم في الشخصية الاسلامية.. وما أحوج الانسان المؤمن في الدرب الطويل.. والمسيرة الصعبة وعناء الدعوة.. إلى بناء الإرادة، وتكوين ملكة الصبر.. الصبر الذي يكون لله، وعلى عبادة الله.. وما أحوج الانسان القائد الذي ينتظر منه تحرير الأمة من أسر الشهوة، والانحراف، والخضوع للدنيا والركون للطواغيت ان يتحرر من داخله.. وان يخرج عن أسر الكسل إلى دائرة النشاط.. وقيود الشهوة إلى دائرة القدرة، والإرادة، والتجاوز.. وبالتالي ما أحوجه إلى هذه اللحظات القصيرة - من عمر الزمن - في جوف الليل.. ويؤكد فيها استعلاءه على كل شئ.. على كل شئ غير الله الكبير المتعال..
هذا من جهة.. ومن جهة أخرى، لما كانت عبادة الليل.. بعيدة عن مشتتات الانتباه، وتتخذ الطابع السري بعيدا عن أعين الناس فهي لهذا أقوم قيلا، وأكثر تثبيتا على الكلمة الربانية، كل التعاملات الشرعية
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»