النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٠١
التثبيت، والتسلية، والعزاء من خلال معايشة التصور الرباني للحياة.. واللجوء إلى الله.
الحد من العلاقة الوجدانية بالدعوة هذا وجه المسألة. والوجه الآخر لها.. هو ان التربية الاسلامية، إذ تحاول تنمية العلاقة الوجدانية بالدعوة والرسالة، وتوطيد العواطف الدعوتية، والاسلامية التغيرية من حب الناس، وحب هدايتهم، والسرور بذلك، وما يترتب على ذلك - بحسب قوانين النفس - من آلام نفسية معينة عند تكذيب الناس وسخريتهم بالرسالة، واعراضهم عنها.. ان التربية الاسلامية إذ تحاول ذلك تحذر من نقطتين تعبران عن الافراط في هذا الجانب.
1 - أن تنمو العلاقة العاطفية بالدعوة إلى الله والى رسالته.. على حساب العلاقة العاطفية بالله تعالى نفسه.. بحيث يكون حب الدعوة أكبر من حب الله.. وتتقدم بالتالي قضية الدعوة من الناحية العملية على قضية الالتزام الشرعي والتعبد بحدود الشريعة، وخط الاسلام يذكرنا هذا بالمحاولات التي كانت تبذل من قبل بعض أصحاب الإمام (ع) من اجل حمله (ع)، لانتهاج بعض الوسائل والأساليب ليبقى الناس إلى صفه، ويتحركوا للجهاد.. وكان جوابه (ع).. انني اعرف ما يصلحهم، ولكن لا أريد اصلاحهم بفساد نفسي..
ان الهدف النهائي في الدعوة.. وكل ما يتصل بها من تخطيط، وجهود هو رضا الله سبحانه.. وان المنبع النفسي الذي نشأت عنه العلاقة
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»