النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ١٩٢
فاما الزاهد: فقد خرجت الأحزان والأفراح من قلبه، فلا يفرح بشئ من الدنيا ولا يأسى على شئ منها فاته. فهو مستريح. واما الصابر: فإنه يتمناها بقلبه فإذا نال منها الجم نفسه عنها بسوء عاقبتها، وشنآنها، ولو اطلعت على قلبه لعجبت من عفته، وتواضعه، وحزمه، واما الراغب: فلا يبالي من أين جاءته الدنيا من حلال أو حرام ولا يبالي ما دنس فيها عرضه، وأهلك نفسه، وأذهب مروءته فهم في غمرة يعمهون، ويضطربون).
طمأنينة الوجدان الاسلامي وجدان الانسان الجاهلي في اضطراب دائم. وقلق مستمر، وانفعال قتال، ذلك أن وجدانه يرتبط بالدنيا ومفاهيمها، والدنيا، ومعانيها في تغير من حال إلى حال لا استقرار فيها، ولا ركون.. وهذا الاضطراب، والحركة، والتغير الذي يقع في الأوضاع الدنيوية للانسان ينعكس على وجدانه فيمزقه، ويتركه في لجة من الاضطرابات والانفعالات السريعة القوية.. اما الانسان المؤمن فقلبه مطمئن، ووجدانه هادئ.
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) (يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»