الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٨٧
يوم القيامة ستكون عرضة للسؤال، ستسأل عينك وأذنك وسيسأل قلبك، وسوف يشهدون عليك، فالسيئ الظن يشهد عليه قلبه يوم القيامة وإذا نطق بشئ فإن لسانه سوف يشهد عليه.
وإذا فعل شيئا فان يده ورجله سوف تشهد عليه.
أمير المؤمنين (ع) ينصح ويقول " ضع أمر أخيك على أحسنه " (3).
كل ما تراه من الآخرين فاحمله على المحمل الحسن، وانتبه ان لا تظن سوءا بالآخرين.
قال أمير المؤمنين والإمام الصادق (ع): يجب على المرء ما استطاع ان يحمل قول وفعل الآخرين على الخير حتى سبعين محملا، وإذا عجز بعد السبعين فلا يقولن سوءا بل ليقل كم أنا سيئ إذ عجزت عن إيجاد محمل حسن.
يقول أمير المؤمنين (ع) " لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءا وأنت تجد لها في الخير محتملا " (4).
كلما كان هناك مجالا للمحمل الحسن فاحمل القول عليه، وإذا عجزت فلا تلومن أحدا سواك، واعلم أن نفسك ليست سليمة، ولو كانت نفسك سليمة وكنت مهذبا وإنسانا سويا لما ظننت بالآخرين سوءا.
أحيانا يؤدي سوء الظن إلى المفاسد، فعندما ترى أحدا ينظر أحدا ما، فتظن انه ينظر إلى أجنبية، ولا تكتفي بذلك وإنما تشرع بتفسيقه، والشيطان لا يقنع بالقليل فيحيل سوء ظنك هذا إلى ذنب فوق ذنب فتقول إنه ليس بمسلم أصلا.
وعندما نجري بحثا نجد أن أفرادا نظير مجموعة فرقان، نظير المنافقين وأمثالهم، والذين قتلوا أمثال الشهيد مطهري، إنما بدأوا من سوء الظن.
فأساؤوا الظن بمطهري. هذا الرجل الذي قل نظيره، ذلك العالم العامل، والذي لم يترك صلاة ليلة حتى موته، ذلك الذي يخفق قلبه للإسلام، ففسقوه بسوء الظن ثم كفروه وقتلوه بهذا التكفير.
وقضية المرحوم بهشتي ألم تجري كذلك؟ ذلك الرجل الذي كان لائقا لكل شئ. ذلك الرجل الذي كان بمرتبة عالية في السياسة والعلم والدراية، ذلك الرجل الذي كان فردا استثنائيا، ذلك الرجل الذي لم يبك الإمام (قده) على شهادته وإنما بكى على مظلوميته.
لقد كان مظلوما لذلك المستوى الذي قال فيه الإمام (رضوان الله
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»