الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٨٥
هناك عن حق الناس، وقد أقسم بعزته وجلاله ان لا يعفو عن حق الناس.
أحد رفقائي ذكر لي بأن أحد الأشخاص كان مستأجرا في الأراضي التابعة لأوقاف حرم الإمام الرضا (ع)، وكان يذهب كل سنة مرة إلى مدينة مشهد لدفع الإيجار وللزيارة أيضا، وكان لهذا الشخص كلبة تفيده في الحراسة، وفي سنة ولدت تلك الكلبة وانشغلت بصغارها ولم ترع الحراسة جيدا، فحمل الرجل صغارها إلى قرية أخرى، وبقيت الكلبة منطوية على نفسها عددا من الأيام وتئن، حتى عادت إلى حالتها الأولى شيئا فشيئا.
يقول هذا الشخص: عندما ذهب إلى الزيارة في ذلك العام وبعد زيارة حضرة الإمام، أخذتني غفوة ورأيت في المنام وكأني تشرفت بزيارة الحرم ورأيت الإمام الرضا (ع)، وعندما تقدمت وسلمت ولكن الإمام أشاح بوجهه عني فكررت السلام مرة ثانية وثالثة وقلت: سيدي أنا من رعيتكم ولم أخن، فلماذا أنت لست براض عني؟
فأجابني حضرته وبحدة: أنين ذلك الكلب آلم قلبي.
ان الذي يؤلم قلب صاحب الزمان (ع)، آهات الآخرين، حق الناس. حتى ولو كان تفريقا بين كلب وصغاره.
شخص من أصحاب القلوب كان يقول مررت من مكان في أحد الأيام وشاهدت صغارا يلعبون بعصفورة صغيرة، فتجاهلت ذلك ومررت، إلى أن ماتت العصفورة بيد الصغار، وفي غد ذلك اليوم حصلت لي حالة قبض وهي في اصطلاح العرفانيين حالة من عدم التوفيق، فلم يبق عندي توجه لأداء صلاة الليل، ولا لأداء الصلاة أول وقتها، وبشكل عام اقترنت علاقتي بالله بعدم التوجه، فتعجبت من ظهور تلك الحال، فرأيت في المنام من يقول لي: (شكت عنك عصفورة في الحضرة) اشتكت عليك أمام الله عصفورة.
فتألمت لذلك وتبت إلى الله وتضرعت وتوسلت بأهل البيت (ع) وبسبب الغم والضيق ذهبت يوما إلى الصحراء، وفجأة رأيت عصفورة في فم أفعى، فرفعت العصا، فألقت الأفعى العصفورة من فمها وهربت. فأخذت العصفورة ولاطفتها وأعدتها إلى أمها.
فرأيت في الليل مناما قيل لي فيه " شكرت عنك عصفورة في الحضرة ".
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»